Friday, August 29, 2014

ما هو مرض بيروني؟ - الجزء الأول

في مرض بيروني، تتكون كتل صلبة تُسمى بـ (اللويحات) في الغلاف المحيط بنسيج الانتصاب الوعائي بداخل بالعضو الذكري. هذه الكتل ليست سرطانية، وتسبب انحناء العضو الذكري في اتجاه الجزء المصاب. هذا الأمر قد يعوق مع الانتصاب وعملية الإيلاج ويقلل طول العضو الذكري ويسبب قلق للرجل وزوجته.
لا توجد أسباب واضحة لمرض بيروني. ولحسن الحظ، مع استمرار دراسة المرض، ظهرت علاجات طبية جديدة وتقنيات جراحية جديدة.
الحالات
يوجد الكثير من الغموض حول مرض بيروني، ولكن هناك بحث أشار لاحتمال أن يكون مرض متعلق بالتئام الجروح.  الكتل المتكونة بمرض بيروني، هي عبارة عن نسيج ذو ندبة صلبة. والمعتقد السائد أن المرض ينتج من جرح بمنطقة العضو الذكري المنتصب- غالبًا الجروح التي لا يلاحظها الرجل. والغامض هو لماذا تطور جرح صغير ليصبح ندبة كبيرة.
الطبيعي، أن تشفى الجروح في ثلاث مراحل: الأولى، تقوم الإنزيمات بتنظيف الجرح الموجود بالنسيج الميت أو المتضرر. ثانيًا، يقوم الجسم بإصلاح الجرح من خلال تكوين ندبة تساعد على تقوية النسيج المجروح. أخيرًا، يتم تكسير ألياف الكولاجين المكونة للندبة وإعادة تشكلها مرة أخرى حيث تترك ندبة "الجديدة" صغيرة. في مرض بيروني، تكون الندبة مبالغ فيها وأيضًا تفشل عملية إعادة تشكيل الندبة الجديدة  أو تكون غير كافية.
يُعتقد أن الندبات غير الطبيعية الخاصة بمرض بيروني لها علاقة بما يفعله الفيبرين والسيتوكينز، والمسئولان عن تحفيز تكون نسيج الندبة في المرحلة الثانية من مراحل علاج الجرح. ويبدو أن – في مرض بيروني – تقوم هذه المواد بالسماح لكميات كبيرة من الكولاجين من التجمع. وقد تلعب إنزيمات البروتياز والكولاجيناز دورًا أيضًا، وهي المسئولة عن إعادة تشكيل نسيج الندبة في المرحلة الثالثة من مراحل التئام الجروح. يقوم مريض بيروني بإفراز كميات قليلة جدًا من هذه الإنزيمات أو أن الإنزيمات التي يفرزها لا تقوم بعملها بصورة كاملة في إعادة تشكيل الندبات.
يعتقد بعض الباحثين أن قابلية الإصابة بمرض بيروني تعود لسبب وراثي. هناك ارتباط وثيق بين مرض بيروني ومرض وراثي آخر يسمى تقفع دوبويتران، في هذا المرض، تتكون ندبات للنسيج الممتد على الغلاف المحيط بالوتر الموجود بكف اليد، مما يتسبب في انحناء إصبع البنصر للداخل.



تشخيص مرض بيروني

تتكون لويحات مرض بيروني في الغلالة البيضاء- النسيج الليفي الذي يغلف غرفة الانتصاب بالعضو الذكري، والتي تُعرف بـ: الجسم الكهفي. هذه اللويحات تمنع تمدد العضو الذكري أثناء الانتصاب وتسبب انحناء العضو الذكري المنتصب باتجاه وجود هذه اللويحات، والتي تقع غالبًا على السطح العلوي (أو "الظهري") وقد تقع على السطح السفلي (السطح "السفلي") أو على أيًا من الجانبين (لويحات "جانبية"). بعض اللويحات تكون صغيرة جدًا وتسبب فقط  تقعر بسيط. قد تنتشر هذه اللويحات حول العضو الذكري وتسبب تحول شكل العضو الذكري إلى شكل الساعة الرملية. عمومًا، كلما زاد تقوس العضو الذكري كلما زادت صعوبة الإيلاج أثناء العملية الجنسية. قد تتسبب أيضًا تشوهات الساعة الرملية والتقعر في صعوبة العلاقة الجنسية، وأحيانًا يسبب انحناء العضو الذكري أثناء الإيلاج.
قد يكون مرض بيروني مصحوبًا بألم، خاصة في المراحل الأولى، ومع تقلص العضو الذكري. يعاني الكثير من الرجال المصابون بمرض بيروني بضعف الانتصاب، وهذا يعني أنهم يجدون صعوبة في الانتصاب أو في الحفاظ على الانتصاب مدة كافية لتحقيق عملية جنسية مُرضية.
على عكس المعتقد السائد، في معظم الحالات، لا يتحسن مرض بيروني بدون علاج. بأي حال، قيل أن التحسن أو الشفاء التلقائي يمثل 3% إلى 15% من كل الحالات.



ما مدى انتشار مرض بيروني ومن يُصاب به؟

في نهاية التسعينيات، كان المعتقد أن مرض بيروني غير منتشر تقريبًا، حيث سجل الكثير من الباحثين أن نسبته تمثل 1% فقط. بأي حال فإن الأبحاث الحديثة أشارت إلى أن الحالة قد انتشرت على نطاق واسع. في المسح الذي تم في عام 2004 على 534 رجل خضعوا لفحص للجهاز البولي والتناسلي في مراكز فحص سرطان البروستاتا، وجد أن ما يقارب الـ 9% من الرجال يحملون علامات مرض بيروني.
غالبًا، تم تشخيص مرض بيروني لدى الرجال في منتصف العمر، لذا فقد يتواجد هذا المرض للرجال في أي عمر، بدءًا من سن المراهقة فصاعدًا؛ وعلى الرغم من أنه يظهر بشكل متكرر في الرجال القوقازيين إلا أنه قد يصاب به أي رجل من أي جماعة عرقية.



أستاذ طب وجراحة أمراض الذكورة والتناسل
كلية الطب - جامعة القـاهرة
عنوان العيادة: 12 شارع الدقي، أعلى مكتبة سمير وعلي، الدور الأول
للحجز والأستعلام: 01110094000

No comments:

Post a Comment